الرسالة وتبليغها للناس على أكمل وجه ممكن فالوسائل هي:
أولا * (قال رب اشرح لي صدري) * (1) موسى (عليه السلام) وقبل أن يبلغ فرعون برسالة ربه فكر مع نفسه قليلا والسبب في هذه الوقفة هي الرسالة ومدى نجاحها وتحقق الغرض المطلوب منها فرأى أن هذا الأمر يحتاج إلى إمكانيات ووسائل في حامله تيسر له المهمة وتحقق الهدف المنشود وأول هذه الوسائل هو شرح الصدر وتوسعته بشكل يكون قادرا على تحمل عظمة الموقف وجبرت المدعو للامتثال فهو يعلم أنه مرسل إلى فرعون وإلى الأقباط الذين علوا في الأرض واستضعفوا بني إسرائيل وجعلوهم طبقة ثانية في المجتمع يتحملون الواجبات ولا تمنح لهم أقل الصلاحيات فمجتمع مثل هذا يحتاج إلى صدر يملؤه الخالق صبرا وقوة وقابلية على التحمل وتبليغ الرسالة بشكل أفضل فطلب موسى كل ذلك من ربه.
ثانيا * (ويسر لي أمري) * الطلب الثاني هو تيسير الأمر في نفس موسى وهذا الطلب ليس من قبيل تخفيف المسؤوليات الملقاة على عاتق موسى (عليه السلام) بل هو من قبيل جعل موسى قادرا على تحمل هذا الأمر العظيم وإيصاله إلى الناس، فهذا الموقف يفتح للعاملين في سبيل الإسلام طريق الدعوة إلى الله ووسائلها بالتوجه المنقطع والرجوع إليه في الشدائد التي يلاقونها في المجتمعات، وهذا الرجوع لغرض الاستلهام والتزود ورفع