سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١١٤
2 - النفي * (وقال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين) * (1) فالنفي والتهجير والإخراج هي العصى التي يلوح بها الجبناء، فلوح بها اليوم إلى شعيب والذين آمنوا معه وهذه العصى لها ميزة وهي أن الطرف المقابل لا بد أن يكون مؤمنا بقضيته بشكل لا تثنيه كل الوسائل عنها وإلا إذا كان لديه أدنى شك فسوف يتراجع ويتقهقر، وهذه الوسيلة بالذات ترفع عادة لا لتهديد الأنبياء لما يعلمون منهم أنهم لم يتراجعوا مهما كانت النتائج بل ترفع بوجه المؤمنين بالرسالة بدرجة أساس، فهي وسيلة من وسائل الحد من انتشار الرسالات فأما التهجير أو الإيمان بالدين القومي الذي خرجوا منه أي عبادة الأصنام التي اعتادوا على الخضوع أمامها من دون حجة أو برهان فما كان جواب شعيب والذين آمنوا معه إلا بالنفي القاطع الذي لا يساوره أدنى شك بما آمنوا به.
3 - محاولة إظلال المؤمنين * (وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون) * (2) تهديد آخر لأصحاب شعيب كمحاولة لإضلالهم والخروج بهم عن طريق الحق والصواب وهذا التهديد عام وشامل لكل الوسائل والأساليب التي سوف يتخذونها بحقهم فالخسران من الجاه والمال والوطن والأهل وجميع ما حبب للإنسان، فأصر المؤمنون على إيمانهم والبقاء تحت راية شعيب مهما كانت النتائج ومهما تعددت الأساليب والوسائل.
4 - افتراءات أخرى

(١١٤)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»