مع شعيب (عليه السلام) فإنكارهم وتكذيبهم ومواجهتهم شعيب هو طلب فعلي للعذاب، فلما شعروا أن ذلك لم ينفع مع شعيب ليكف عنهم أرادوا أن يعجزوا شعيب في دعوته لهم فطلبوا العذاب الذي طالما يهددهم به، طلبوا العذاب لأنهم لا يفقهون ما هو عذاب الله وصرحوا هم بذلك.
* (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول) * (1).
فهم لا يفقهون رسالة الله تعالى إليهم ولا ينصاعون لأمره فراحوا وراء انحرافاتهم وضلالاتهم وأبدعوا في صنع مقدمات العذاب ولم يبقى إلا أمر الله الذي هو النتيجة النهائية لفعلهم وعند ذلك جاءت النتيجة.
* (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) * (2).
فأصبحوا أجسادا بلا أرواح وجثث هامدة تنخرها حشرات الأرض بعد ذلك الاستكبار والعناد ويكفينا في وصف العذاب الذي حل بهم الروايات الواردة فعن ابن عباس (رضي الله عنه) (3).... حتى قال فأرسل الله إليهم سحابة فأظلتهم فأرسل عليهم في بيوتهم السموم وفي طريقهم الشمس الحارة وفي القرية فجعلوا يخرجون من بيوتهم وينظرون إلى السحابة التي أظلتهم من أسفلها إلى أن قال... ثم أرسل على أهل القرية من تلك السحابة عذابا ونارا فأهلكتهم وانتهت القصة بانتهاء هؤلاء.
مجتمع فرعون * (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين) * (4).
يدل هذا النص على وجود فرقتين على الأقل في مجتمع فرعون والفرقتان هم