سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٢٠
بالمسئولية وحفاظا على الرسالة وتحقيقا للأهداف بعيدا عن حب الذات والأنانية والمصالح الفردية التي تجعل الإنسان في ضيق يفكر من زاوية واحدة من دون نتائج.
بداية الصراع * (إذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنئيا في ذكري اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) * (1) بدأت رحلة موسى (عليه السلام) بهذه الكلمات وبدأ فصلا جديدا في حياة موسى بعد فصول الأعداد والتكليم ومنح الرسالة، وهذا الفصل له مميزاته الخاصة به من ناحية قوة المواجهة بين الطرفين الداخليين في المعادلة.
فقوة المواجهة نابعة من الطغيان الذي يتمتع به فرعون والجبروت الذي عرف به حتى وصل الأمر إلى أن يضع نفسه موضع الإله عندما قال:
* (أنا ربكم الأعلى) * (2) وأما الطرفان الداخلان في المعادلة هم بنو إسرائيل ومعهم موسى ومن ورائهم عزة الله تعالى والطرف الآخر هم الأقباط ومن وراءهم فرعون وعزته.
وانتهى الأمر بموسى أمام فرعون ليبلغه رسالة ربه بعدما شد الله عضده بأخيه وزيرا له وسنرى إن شاء الله في فصل الحوار بين موسى وفرعون طبيعة المواجهة بين الطرفين والنتائج التي آلت إليها المقابلة ومدى استجابة بني إسرائيل لدعوة موسى (عليه السلام).
الحوار بين فرعون وموسى من عادة الطغاة التجاهل لما هو في رأيهم أقل شأنا منهم فهذا فرعون الذي طغى في الأرض يحاول أن يتجاهل موسى في البداية ويعرض المسألة أمام الملأ بأنها

(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»