سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٠٦
إلى أباهم فقصوا له القصة فرجع يعقوب إلى الله كما رجع في أمر يوسف (عليه السلام) من قبل وأمرهم أن يبحثوا عن يوسف وأخاه وشاءت الأقدار أن يعودوا إلى يوسف عندها تعارفوا جميعا واعترفوا بذنبهم وبالتالي جلب أباه إليه ليكون على قرب منه فهذه هي منة الله التي منها على يوسف وأخيه وأبويه بعدما اجتاز كل الابتلاءات الإلهية لتؤهله إلى حمل ميراث النبوة ميراث إبراهيم وإسحاق ويعقوب (عليهم السلام).
* * * شعيب (عليه السلام) ثالث أنبياء العرب بعد هود وصالح هو شعيب ورابعهم قائدهم محمد (صلى الله عليه وآله)، فشعيب أرسل إلى مدين إلى تلك المنطقة التي استشرى فيها الفساد الاقتصادي واستغلال الناس بعضهم لبعض مما أدى إلى انهيار العلاقات الاجتماعية فيما بينهم وسبب ذلك العقائد والأفكار المنحرفة التي يتبعونها بحيث جعلتم يشعرون بالحرية المطلقة للفرد بشكل لا توازيها أي حرية أخرى وهذا التفكير بحد ذاته يؤدي إلى انهيار البنية الاجتماعية للمجموع فإن للمجتمعات حقوق عامة على كل فرد أن يطأطأ الرأس أمامها لما فيها من مصلحة عامة تهم الجميع وتخدم المجتمع فلا بد من احترامها وإن تعارضت مع الحريات الشخصية للأفراد، فإذا تجاوز أفراد المجتمع تلك الحرية العامة واعتدوا عليها سلب من المجتمع الأمن والاطمئنان وبالتالي
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»