سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١١٥
* (وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين) * (1) وسائل أخرى متممة للوسائل الجبانة السابقة هدفها إسقاط الشخصيات وتضعيف موقفها داخل المجتمعات حتى يمكن النفوذ من خلال ذلك إلى تحطيم ما يدعو له وهمهم في هذه الافتراءات صرف الناس عن التوجه إلى الرسالة ورسولها فيرمونه بالكذب حتى لا تطمئن النفوس ولا تهدى إليه القلوب ثم رموه بعد ذلك كله بالسحر فقالوا له * (وقالوا إنما أنت من المسحرين) * (2) واختلف المفسرون في كلمة المسحرين وما المراد منها على ثلاثة أقوال:
1 - أي من سحر مرات عدة حتى غلب على عقله.
2 - المسحر من له جوف فهو كناية على أنه يشر مثلكم.
3 - السحر الرئة أي أنه متنفس مثلما تتنفسون (3).
وأي الأقوال أرادوا، ما قصدوا منه إلا إضلال الناس عن الرسالة وعدم الالتحاق بها .
وأخيرا وقف شعيب من قومه كما وقف الأنبياء من قبل عندما عجزوا عن دعوة مجتمعاتهم، وقف ليرفع حصيلة عمله لله تعالى * (قال رب أعلم بما تعملون) * (4) لينهي دعوته بعد العمل الدؤوب والكدح المستمر نحو الله تعالى.
ومن ذلك نستل درسا آخر ألا وهو أن على العامل في سبيل الله أن يقدم المقدمات ويهئ الأسباب للإيمان بالله أما النتائج فهي ليست من مهام عمله.
النتيجة النهائية لقوم شعيب (عليه السلام) وأخيرا طلبوا العذاب بأنفسهم وبألسنتهم بعدما طلبوه بأفعالهم وتصرفاتهم المشينة

(١) الشعراء: ١٨٦.
(٢) الشعراء: ١٨٥.
(3) الميزان: 15: 327.
(4)
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»