سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٠٥
موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) * * (ارجعوا أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك قد سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين) * * (وسئل القرى التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) * * (قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم) * * (وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) * * (قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إن لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين) * (1) .
وأخيرا اعترفوا بذنبهم وخطأهم كما نقل لنا القرآن ذلك ونحن هنا إذ آثرنا على نقل القصة بالكامل لنستوفي الغرض منها ليتبين لنا النصر الإلهي الذي تحقق ليوسف وجعله أميرا على الناس وقيما عليهم، فجاءه إخوته عندما أصابهم القحط وطلبوا المتاع فوجوده أميرا بعدما طرحوه في الجب صغيرا، فعندما دخلوا عليه تفرس في وجوههم وعرفهم ولكنهم لم يعرفوه فأعطاهم ما يريدون بعدما سمع قصتهم بالكامل وإن لهم أخ آخر عند أبيهم فطلب منهم أن يأتوه به وإلا قطعت عنهم الأرزاق والأمتعة وفرض عليهم حصارا اقتصاديا، فرجعوا إلى ديارهم وهم في حيرة من أمرهم لأنهم يعلمون أن أباهم لا يأمنهم على ولده كما أمنهم على يوسف وخانوا الأمانة وأخيرا فاتحوا أباهم بهذا الأمر ورفض كما يتوقعون رفض العرض لتخوفه على ولده وألحوا عليه فأخذ منهم المواثيق والعهود حتى أرسله معهم فجاءوا إلى يوسف فدخلوا عليه وانفرد (عليه السلام) بأخيه وعلمه بالأمر وأعد العدة لكي يبقى أخيه معه ونجح في ذلك من دون أن يعرفوا أنه يوسف وبقي أخاه معه وعادوا

(١) يوسف ٥٨ - 91.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»