ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٨
المسلمين وأنا خازنهم وأمين لهم؟! فإن شئتما رقيتما المنبر وسألتما ذلك من الناس ما شئتما، فإن أذنوا فيه فعلت، وأنى لي بذلك وهو لكافة المسلمين شاهدهم وغائبهم؟! ولكني أبدي لكما عذرا ".
فقالا: ما كنا بالذي نكلف ذلك، ولو كلفناك لما أجابك المسلمون.
فقال أمير المؤمنين: " فما أصنع؟ ".
فقالا: سمعنا ما عندك.
خروج طلحة والزبير ضد الإمام ثم خرجا من دار أمير المؤمنين، وقد يئسا من بيت المال، فجعلا يفكران في كيفية الخروج إلى مكة والالتحاق بعائشة، إلى أن صار رأيهما على هذا، وجاءا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقت خلوته وقالا: قد جئناك نستأذنك للخروج في العمرة، لأنا بعيدا العهد بها، فأذن لنا فيها.
فنظر الإمام في وجهيهما، وقرأ الغدر من فلتات لسانهما ودوران عيونهما، وقد احمر وجهه وبان الغضب فيه فقال:
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست