ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٤
إن كنتم صادقين، أنا أبو الحسن - وكان يقولها إذا غضب - ألا إن هذه الدنيا التي تتمنونها، وترغبون فيها، وأصبحت تغضبكم وترضيكم ليست بداركم ولا منزلكم الذي خلقتم له، فلا تغرنكم. وأما هذا الفئ (المال) فليس لأحد أثرة، فقد فرغ الله من قسمته، وهو مال الله، وأنتم عباد الله المسلمون، وهذا كتاب الله، به أقررنا وله أسلمنا، وعهد نبينا بين أظهرنا، فمن لم يرض فليتول كيف شاء، فإن العامل بطاعة الله الحاكم بحكم الله لا وحشة عليه ".
ثم نزل الإمام عن المنبر وصلى ركعتين، ثم بعث بعمار بن ياسر إلى طلحة والزبير وهما في ناحية المسجد، فدعاهما، فجاء طلحة والزبير وجلسا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال الإمام:
" نشدتكما الله، هل جئتماني طائعين للبيعة ودعوتماني إليها وأنا كاره لها؟ ".
فقال الرجلان: نعم.
فقال الإمام: " غير مجبورين ولا معسورين، فأسلمتما لي بيعتكما، وأعطيتماني عهدكما؟ ".
فقال الرجلان: نعم.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست