ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٣
علمنا أن بني أمية لن تنصحكما أبدا، وقد عرفتما عداوتهم لكما، وقد شركتما في دم عثمان، وملأتما.
فسكت الزبير، وصاح طلحة - بصوت عال -: افزعوا جميعا مما تقولون، فإني قد عرفت أن في كل واحد منكم خطبه.
فتدخل عمار وأبدى النصيحة، وتقدم ابن الزبير وتكلم بكلام خشن، فأمر عمار بإخراج ابن الزبير من المسجد، فقام الزبير منزعجا من هذا العمل، وخرج من المسجد.
فقال عمار: ولو لم يبق أحد إلا خالف علي بن أبي طالب لما خالفته، ولا زالت يدي مع يده، وذلك أن عليا لم يزل مع الحق منذ بعث الله نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإني أشهد أن لا ينبغي لأحد أن يفضل عليه أحدا.
فقام عمار وجماعته وجاؤوا إلى أمير المؤمنين، وأخبروه بانشقاق القوم وأنهم كرهوا الأسوة والقسمة بالسوية، إلى آخر كلامهم.
فخرج الإمام من داره ودخل المسجد وصعد المنبر وقال بعد الحمد والثناء على الله: " يا معشر المهاجرين والأنصار! أتمنون على الله ورسوله بإسلامكم؟ بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست