ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٩
" والله ما تريدان العمرة، ولكنكما تريدان الغدرة، وإنما تريدان البصرة ".
فقال الرجلان: اللهم غفرا، ما نريد إلا العمرة.
فقال الإمام: " احلفا لي بالله العظيم أنكما لا تفسدان علي أمر المسلمين، ولا تنكثان لي بيعة ولا تسعيان في فتنة ".
فحلفا بالأيمان المؤكدة فيما استحلفهما عليه من ذلك.
فخرج الرجلان من عنده، فلقيهما ابن عباس سائلا: أذن لكما الإمام؟ فقالا: نعم.
ودخل ابن عباس على الإمام فابتدأه الإمام (عليه السلام) قائلا:
" يا بن عباس، أعندك الخبر؟ إنهما استأذنا في العمرة، فأذنت لهما بعد أو أوثقت منهما بالأيمان أن لا يغدرا، ولا ينكثا لي بيعة، ولا يحدثا فسادا، ولا يسعيان في فتنة، فحلفا بالأيمان ".
وبعد هنيئة قال: " والله يا بن عباس، إني لأعلم أنهما ما قصدا إلا الفتنة، فكأني بهما وقد صارا إلى مكة ليسعيا إلى حربي، وإن يعلى بن منية الخائن الفاجر قد حمل أموال العراق وفارس لينفقها في ذلك، وسيفسد هذان الرجلان علي أمري، ويسفكا دماء شيعتي وأنصاري ".
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست