تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٩٢
وأحكامه.
وهذا الذي ذكره غير صحيح على ظاهره، لأنه يجوز أن يجعل لغير نبينا (صلى الله عليه وآله) ممن لم يقطع له، على أن الكفار معاقبون لا محالة، أن يستغفر للكفار، لأن العقل لا يمنع من ذلك، وإنما يمنع السمع الذي فرضنا ارتفاعه.
فإن قال: أردت انه ليس لأحد ذلك مع القطع على العقاب.
قلنا: ليس هكذا يقتضي ظاهر كلامك، وقد كان يجب إذا أردت هذا المعنى أن تبينه وتزيل الابهام (1) عنه، وإنما لم يجز أن يستغفر للكفار مع ورود الوعيد القاطع على عقابهم، زائدا على ما ذكره أبو علي من أنه ترك الرضا بأحكام الله تعالى، ولأن فيه سؤالا له تعالى أن يكذب في اخباره، وأن يفعل القبيح من حيث خبر بأنه لا يغفر للكفار مع الاصرار.
[تكريم إبراهيم (عليه السلام) باستجابة دعائه:] مسألة: فإن قال: إذا كان من مذهبكم ان دعاء الأنبياء (عليهم السلام) لا يكون إلا مستجابا، وقد دعا إبراهيم (عليه السلام) ربه فقال: * (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) * (2)، وقد عبد كثير من بنيه الأصنام، وكذلك السؤال عليكم في قوله:
* (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) * (3).
الجواب: قيل له: أما المفسرون فإنهم حملوا هذا الدعاء على الخصوص وجعلوه متناولا لمن أعلمه الله تعالى أنه يؤمن ولا يعبد الأصنام حتى يكون

(1) في " ش ": الأوهام.
(2) سورة إبراهيم: 35، 40.
(3) سورة إبراهيم: 35، 40.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»