تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٩٧
وميعاد قوم إن أرادوا لقاءنا * بجمع منى إن كان للناس مجمع يروا خارجيا لم ير الناس مثله * تشير لهم عين إليه وإصبع [من الطويل] ويمكن في هذا جواب آخر، وهو أن يجعل * (يجادلنا) * حالا لا جوابا للفظة (لما). ويكون المعنى: أن البشرى جاءته في حال الجدال للرسل.
فإن قيل: فأين جواب (لما) على هذا الوجه؟
قلنا: يمكن أن نقدره في أحد موضعين: إما في قوله تعالى: * (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) * (1) ويكون التقدير: قلنا: إن إبراهيم (عليه السلام) كذلك.
والموضع الآخر أن يكون أراد تعالى * (فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط) * (2) ناديناه: * (يا إبراهيم) * (3). فجواب (لما) هو: * (ناديناه) *، وإن كان محذوفا ودل عليه لفظ النداء. وكل هذا جائز.
[تنزيه إبراهيم (عليه السلام) عن القول بخلق الله للأفعال:] مسألة: فإن قيل: أليس [قد] حكى الله تعالى عن إبراهيم (عليه السلام) قوله لقومه (4): * (أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون) * (5) وظاهر هذا القول يقتضي انه تعالى خلق أعمال العباد، فما الوجه فيه؟ وما عذر إبراهيم (عليه السلام) في

(١) سورة هود: ٧٥، ٧٤، ٧٦.
(٢) سورة هود: ٧٥، ٧٤، ٧٦.
(٣) سورة هود: ٧٥، ٧٤، ٧٦.
(٤) في " ع ": قوله إذ قال لقومه.
(٥) سورة الصافات: ٩٥ - 96.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»