تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٨٨
قلنا: للدعاء فائدة بينة، لأنه لا يتحقق من بعد رجوع الحياة إلى الطيور وإن شاهدها متآلفة، وإنما يتحقق ذلك بأن تسعى إليه وتقرب منه.
[تنزيه إبراهيم (عليه السلام) عن الاستغفار للكفار:] مسألة: فإن قال قائل (1): فما معنى قوله تعالى: * (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) * (2)؟ وكيف يجوز أن يستغفر لكافر أو أن يعده بالاستغفار؟
الجواب: قلنا: معنى هذه الآية أن أباه كان وعده يأن يؤمن وأظهر له الايمان على سبيل النفاق، حتى ظن به الخير، فاستغفر له الله تعالى على هذا الظن. فلما تبين له أنه مقيم على كفره رجع عن الاستغفار له وتبرأ منه، على ما نطق به القرآن، فكيف يجوز أن يجعل ذلك ذنبا لإبراهيم (عليه السلام) وقد عذره الله تعالى في [قوله:] ان استغفاره إنما كان لأجل موعدة، وبأنه تبرأ منه لما تبين له [منه] المقام على عداوة الله تعالى؟
فإن قيل: فإن لم تكن هذه الآية دالة على إضافة الذنب إليه، فالآية التي في سورة الممتحنة تدل على ذلك، لأنه تعالى قال: * (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براءوا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول

(١) في " م، ش ": فإن قيل.
(٢) سورة التوبة: ١١٤.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»