تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٠٣
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (عليهم السلام) [تنزيه يعقوب (عليه السلام) عن إيقاع التحاسد بين بنيه:] مسألة: فإن قيل: فما معنى تفضيل يعقوب (عليه السلام) ليوسف (عليه السلام) على إخوته في البر والتقريب والمحبة، حتى أوقع ذلك التحاسد بينهم وبينه، وأفضى إلى الحال المكروهة التي نطق بها القرآن، حتى قالوا على ما حكاه الله تعالى عنهم:
* (ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين) * (1) فنسبوه إلى الضلال والخطأ؟
وليس لكم أن تقولوا: إن يعقوب (عليه السلام) لم يعلم بذلك من حالهم قبل أن يكون منه التفضيل ليوسف (عليه السلام) لأن ذلك لا بد [من] أن يكون معلوما [منه] من حيث كان في طباع البشر من التنافس (2) والتحاسد.
الجواب: قيل (3): ليس فيما نطق به القرآن ما يدل على أن يعقوب (عليه السلام) فضله بشئ من فعله وواقع من جهته، لأن المحبة التي هي ميل الطباع (4) ليست

(١) سورة يوسف: ٨.
(2) في " م ": التنافر.
(3) في " م، ش ": قيل له.
(4) في " ش ": الطبائع.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»