تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٨١
وروى أبو هريرة (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم (عليه السلام).
الجواب: قيل له: ليس في الآية دلالة على شك إبراهيم (عليه السلام) في إحياء الموتى، وقد يجوز أن يكون (عليه السلام) إنما سأل [الله تعالى] ذلك ليعلمه على وجه يبعد عن (2) الشبهة، ولا يعترض فيه شك ولا ارتياب. وإن كان من قبل قد علمه على وجه للشبهة فيه مجال، ونحن نعلم أن في مشاهدة (3) ما شاهده إبراهيم (عليه السلام) من كون الطير حيا ثم تفرقه وتقطعه وتباين (4) أجزائه ثم رجوعه حيا كما كان في الحال الأولى، من الوضوح، وقوة العلم، ونفي الشبهة، ما ليس لغيره من وجوه الاستدلالات، وللنبي (عليه السلام) أن يسأل ربه تخفيف محنته (5)، وتسهيل تكليفه.
والذي يبين صحة ما ذكرناه قوله تعالى: * (أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) *. فقد أجاب إبراهيم (عليه السلام) بمعنى جوابنا بعينه، لأنه بين أنه لم يسأل ذلك لشك فيه وفقد إيمان [به]، وإنما أراد الطمأنينة، وهي ما أشرنا إليه من سكون النفس، وانتفاء الخواطر والوساوس، والبعد عن اعتراض الشبهة.
ووجه آخر: وهو انه قد قيل: إن الله تعالى لما بشر إبراهيم (عليه السلام) بخلته واصطفائه واجتبائه، سأل الله تعالى أن يريه إحياء الموتى ليطمئن قلبه بالخلة،

(1) تفسير الطبري: 3 / 34.
(2) في " م، ش ": من.
(3) في " م، ش ": أن المشاهدة.
(4) في " ش ": وتناثر.
(5) في " م، ش ": المحنة.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»