تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٩٤
أقام الصلاة.
[تنزيه إبراهيم (عليه السلام) عن المجادلة:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله نعالى: * (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) * (1)؟ وكيف يحضر إبراهيم (عليه السلام) للملائكة (عليهم السلام) الطعام وهو يعلم أنها لا تطعم؟ ومن أي شئ كانت مخافته منهم لما امتنعوا من تناول الطعام؟ وكيف يجوز أن يجادل ربه فيما قضاه وأمر به؟
الجواب: قلنا: أما وجه تقديم الطعام فلأنه (عليه السلام) لم يعلم في الحال أنهم ملائكة، لأنهم كانوا في صورة البشر فظنهم أضيافا، وكان من عادته (عليه السلام) إقراء (2) الضيف، فدعاهم إلى الطعام ليستأنسوا به وينبسطوا، فلما امتنعوا أنكر ذلك منهم (3)، وظن أن الامتناع لسوء (4) يريدونه، حتى خبروه بأنهم رسل الله تعالى أنفذهم لإهلاك قوم لوط (عليه السلام).
وأما الحنيذ: فهو المشوي بالأحجار (5)، وقيل: [إن] الحنيذ الذي يقطر ماؤه ودسمه [وقد شوي]، وقد قيل: إن الحنيذ هو النضيج.
وأنشد أبو العباس:

(١) سورة هود: ٦٩.
(2) في " م، ش ": قري.
(3) في " ش ": عليهم، منهم - خ -.
(4) في " ش ": لشر.
(5) في " ش ": بالحجارة.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»