إذا ما اعتبطنا (1) اللحم للطالب القرى * حنذناه حتى يمكن اللحم آكله [من الطويل] فإن قيل: فكيف صدقهم في دعواهم أنهم ملائكة؟
قلنا: لا بد [من] أن يقترن بهذه الدعوى علم يقتضي التصديق، ويقال: إنهم دعوا الله بإحياء العجل الذي كان ذبحه وشواه لهم، فعاد (2) حيا يرعى.
وأما قوله تعالى: * (يجادلنا) *، فقيل: معناه يجادل رسلنا، وعلق المجادلة به تعالى من حيث كانت لرسله، وإنما جادلهم مستفهما منهم هل (3) العذاب نازل على سبيل الاستئصال أو على سبيل التخويف؟ وهل هو عام للقوم أم (4) خاص؟ وعن طريق نجاة لوط (عليه السلام) وأهله المؤمنين مما لحق القوم؟
وسمى ذلك جدالا لما كانت فيه من المراجعة والاستثبات (5) على سبيل المجاز.
وقيل: إن معنى " جادلنا " أي ساءلنا في قوم لوط (عليه السلام) أن نؤخر (6) عذابهم رجاء أن يؤمنوا أو أن يستأنفوا الصلاح. فخبره الله تعالى بأن المصلحة في إهلاكهم، وأن كلمة العذاب قد حقت عليهم، وسمى المسألة جدالا على سبيل المجاز.