تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٧٧
ونجم ثدي المرأة، وعلى هذا الوجه يكون إنما نظر في حال الفكر والاطراق إلى الأرض، فرأى ما نجم منها، وقيل أيضا: إنه أراد بالنجوم ما نجم له من رأيه وظهر [له] بعد أن لم يكن ظاهرا.
وهذا وإن كان يحتمله الكلام، فالظاهر بخلافه، لأن الاطلاق من قول القائل: " نجوم " لا يفهم من ظاهره إلا نجوم السماء دون نجوم الأرض، ونجوم الرأي، وليس كلما قيل فيه إنه نجم، وهو ناجم (1) على الحقيقة، يصلح أن يقال فيه نجوم بالاطلاق، والمرجع في هذا إلى تعارف أهل اللسان.
وقد قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني: إن معنى قوله تعالى:
* (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) * أراد في القمر والشمس، لما ظن أنهما آلهة في حال مهلة النظر - على ما قصه الله تعالى في قصته في سورة الأنعام (2) -. ولما استدل بأفولهما وغروبهما على (3) أنهما محدثان غير قديمين، ولا إلهين. وأراد بقوله: * (إني سقيم) * إني (4) لست على يقين من الأمر، ولا شفاء من العلم، وقد يسمى الشك بأنه سقم كما يسمى العلم بأنه شفاء. قال: وإنما زال عنه هذا السقم عند زوال الشك وكمال المعرفة.
وهذا الوجه يضعف من جهة ان القصة التي حكي عن إبراهيم (عليه السلام) فيها هذا الكلام يشهد ظاهرها (5) بأنها غير القصة المذكورة في سورة الأنعام، وان القصة

(1) في " ش ": ناجم به.
(2) الآية: 76 وما بعدها.
(3) في " ش ": علم.
(4) في " ش ": أي.
(5) في " ع ": حكاها عن إبراهيم (عليه السلام)... ظاهره.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»