تعالى (1) العلامة على ذلك ظاهرة له من قبل النجوم، إما بطلوع نجم على وجه مخصوص [أو أفول نجم على وجه مخصوص، أو اقترانه بآخر على وجه مخصوص] فلما نظر إبراهيم في الأمارة التي نصبت له من النجوم قال: * (إني سقيم) *، تصديقا بما خبره الله تعالى.
ومنها: ما قال قوم في ذلك من أن من كان آخر أمره [الموت] فهو سقيم، وهذا حق (2)، لأن تشبيه الحياة المفضية إلى الموت بالسقم من أحسن التشبيه.
ومنها: أن يكون قوله: * (إني سقيم) * [معناه: أني سقيم] القلب أو الرأي، خوفا (3) من إصرار قومه على عبادة الأصنام. وهي لا تسمع ولا تبصر. ويكون قوله: * (فنظر نظرة في النجوم) * على هذا (4) معناه: أنه نظر وفكر في أنها محدثة مخلوقة مدبرة مصرفة. وعجب كيف يذهب على العقلاء ذلك من حالها حتى يعبدوها (5)؟!
ويجوز أيضا أن يكون قوله تعالى: * (فنظر نظرة في النجوم) *، معناه أنه شخص ببصره إلى السماء كما يفعل المفكر المتأمل، فإنه ربما أطرق إلى الأرض، وربما نظر إلى السماء استعانة على (6) فكره. وقد قيل: إن النجوم ها هنا هي نجوم النبت، لأنه يقال لكل ما خرج من الأرض وغيرها وطلع: إنه [نجم] ناجم، وقد نجم، ويقال للجميع: نجوم، ويقولون: نجم قرن الظبي،