حرف الشك والاستفهام، فهما مختلفان على ما ترى.
فإن قيل: أليس قد روى [بشر بن مفضل] (1)، عن عوف، عن الحسن قال: بلغني ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن إبراهيم (عليه السلام) ما كذب متعمدا قط إلا ثلاث مرات كلهن يجادل بهن عن دينه، قوله: * (إني سقيم) * (2)، وإنما تمارض عليهم لأن القوم خرجوا من قريتهم لعيدهم وتخلف هو ليفعل بآلهتهم ما فعل، وقوله:
* (بل فعله كبيرهم) *، وقوله لسارة (3): " إنها أختي " لجبار من الجبابرة [لما أراد] أخذها. (4) قلنا: قد بينا بالأدلة العقلية التي لا يجوز فيها الاحتمال ولا خلاف الظاهر، ان الأنبياء (عليهم السلام) لا يجوز عليهم الكذب. فما ورد بخلاف ذلك من الأخبار لا يلتفت إليه، ويقطع على كذبه إن كان لا يحتمل تأويلا [صحيحا لائقا بأدلة العقل، فإن احتمل تأويلا] يطابقها تأولناه ووافقنا بينه وبينها. وهكذا نفعل فيما يروى من الأخبار التي تتضمن [ظواهرها] الجبر أو التشبيه.
فأما قوله (عليه السلام): * (إني سقيم) *، فسنبين بعد هذه المسألة بلا فصل وجه ذلك، وأنه ليس بكذب. وقوله: * (بل فعله كبيرهم) * قد بينا معناه وأوضحنا عنه.