له.
فإن قيل: فلو قال له في جواب هذا الكلام: وربك لا يقدر [على] أن يأتي بالشمس من المغرب، فكيف تلزمني أن آتي [أنا] بها من المغرب؟
قلنا: لو قال له ذلك لكان إبراهيم (عليه السلام) يدعو الله تعالى أن يأتي بالشمس من المغرب فيجيبه إلى ذلك، وإن كان معجزا خارقا للعادة. ولعل الخصم إنما عدل عن (1) أن يقول له ذلك علما [منه] بأنه إذا سأل الله تعالى فيه أجابه إليه.
[تنزيه إبراهيم (عليه السلام) عن الشك في قدرة الله:] مسألة: فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم (عليه السلام):
* (رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) * (2).
أو ليس هذا الكلام والطلب من إبراهيم (عليه السلام) يدلان على أنه لم يكن موقنا بأن الله تعالى يحيي الموتى (3)؟ وكيف يكون نبيا من يشك في ذلك؟ أو ليس قد روى المفسرون (4) أن إبراهيم (عليه السلام) مر بحوت نصفه في البر ونصفه في البحر، ودواب البر والبحر تأكل منه، فأخطر الشيطان بباله استبعاد رجوع ذلك حيا مؤلفا، مع تفرق أجزائه وانقسام أعضائه في بطون حيوان البر والبحر! فشك، فسأل الله تعالى ما تضمنته الآية.