مختلفة، لأن الله تعالى قال: * (وان من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أإفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) * (1) فبين تعالى كما ترى أنه * (جاء ربه بقلب سليم) *، وإنما أراد [به] أنه كان سليما من الشك، وخالصا للمعرفة واليقين.
ثم ذكر انه عاتب قومه على عبادة الأصنام، فقال: * (ماذا تعبدون) *؟
وسمى عبادتهم بأنها إفك وباطل، ثم قال: * (فما ظنكم برب العالمين) *؟ وهذا قول عارف بالله تعالى، مثبت له على صفاته، غير ناظر ولا مميل ولا شاك، فكيف يجوز أن يكون قوله تعالى من بعد ذلك: * (فنظر نظرة في النجوم) * (2) انه ظنها أربابا وآلهة؟ وكيف يكون قوله: * (إني سقيم) *؟ أي لست على يقين ولا شفاء؟ والمعتمد في تأويل ذلك ما قدمناه.
[تنزيه إبراهيم (عليه السلام) عن العجز:] مسألة: فإن قيل (3): فما قولكم في قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) * (4) وهذا يدل على انقطاع إبراهيم (عليه السلام) وعجزه عن نصرة دليله الأول،