تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٧٥
دعوه إلى الخروج معهم نظر إلى النجوم ليعرف منها قرب نوبة علته، فقال:
* (إني سقيم) *، وأراد أنه قد حضر وقت العلة وزمان نوبتها، وشارف الدخول فيها. وقد تسمي العرب المشارف للشئ باسم الداخل فيه، ولهذا يقولون فيمن أدنفه المرض وخيف عليه الموت: هو ميت. وقال الله تعالى [للنبي (صلى الله عليه وآله)] (1):
* (انك ميت وإنهم ميتون) * (2).
فإن قيل: فلو أراد ما ذكرتموه لقال: فنظر [نظرة] إلى النجوم ولم يقل * (في النجوم) *، لأن لفظه " في " لا تستعمل إلا فيمن ينظر كما ينظر المنجم.
قلنا: ليس يمتنع أن يريد بقوله: * (في النجوم) *، أنه نظر إليها لأن حروف الصلات (3) يقوم بعضها مقام بعض، قال الله تعالى: * (ولأصلبنكم في جذوع النخل) * (4) وإنما أراد على جذوعها. وقال الشاعر:
اسهري ما سهرت أم حكيم * واقعدي مرة لذاك وقومي وافتحي الباب فانظري في النجوم * كم علينا من قطع ليل بهيم [من الخفيف] وإنما أراد: انظري إليها لتعرفي الوقت.
ومنها: أنه يجوز أن يكون الله تعالى أعلمه بالوحي أنه سيمتحنه بالمرض في وقت مستقبل، وإن لم يكن قد جرت بذلك المرض عادته، وجعل [الله]

(١) في " ع ": لنبيه.
(٢) سورة الزمر: ٣٠.
(٣) في " م، ع ": الصفات.
(٤) سورة طه: ٧١.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»