[أي لعل صروف الدهر] (1).
وقال الآخر (2):
[تقول بنتي قد أنى إناكا] * يا أبتا علك أو عساكا [تسقيني الماء الذي سقاكا] [من الرجز] فإن قيل: فأي فائدة [في] أن يستفهم (3) عن أمر يعلم استحالته؟ وأي فرق في المعنى بين القراءتين؟
قلنا: لم يستفهم ولا شك على (4) الحقيقة، وإنما نبههم بهذا القول على خطيئتهم في عبادة الأصنام. فكأنه قال لهم: إن كانت هذه الأصنام تضر وتنفع وتعطي وتمنع، فلعلها هي الفاعلة لذلك التكسير، لأن من جاز منه ضرب من الأفعال جاز منه ضرب آخر، وإذا كان [ذلك] الفعل الذي هو التكسير لا يجوز على الأصنام عند القوم، فما هو أعظم منه أولى بأن لا يجوز عليها وأن لا يضاف إليها، والفرق بين القراءتين ظاهر، لأن القراءة الأولى لها ظاهر الخبر، فاحتجنا إلى تعليقه (5) بالشرط ليخرج من أن يكون كذبا. والقراءة الثانية تتضمن