تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٨٢
لأن الأنبياء (عليهم السلام) لا يعلمون صحة ما تضمنه الوحي إلا بالاستدلال، فسأل إحياء الموتى لهذا الوجه لا للشك في قدرة الله تعالى على ذلك.
ووجه آخر: وهو أن نمرود بن كنعان لما قال إبراهيم (عليه السلام): أنت (1) تزعم أن ربك يحيي الموتى، وأنه قد (2) أرسلك إلي لتدعوني إلى عبادته، فاسأله أن يحيي لنا ميتا إن كان على ذلك قادرا، فإن لم يفعل قتلتك.
قال إبراهيم (عليه السلام): * (رب أرني كيف تحيي الموتى) *، فيكون معنى قوله:
* (ولكن ليطمئن قلبي) * على هذا الوجه، أي لآمن [من] القتل ويطمئن قلبي بزوال الورع والخوف. وهذا [الوجه] الذي ذكرناه وإن لم يكن مرويا على هذا الوجه فهو مجوز، وإذا جاز (3) صلح أن يكون وجها في تأويل الآية مستأنفا [متابعا].
ووجه آخر: وهو أنه يجوز أن يكون إبراهيم (عليه السلام) إنما سأل إحياء الموتى لقومه ليزول شكهم في ذلك وشبهتهم. ويجري مجرى سؤال موسى (عليه السلام) الرؤية لقومه، ليصدر منه تعالى الجواب على وجه يزيل منه شبهتهم في جواز الرؤية عليه تعالى (4).
ويكون قوله: * (ليطمئن قلبي) * على هذا الوجه، معناه أن نفسي تسكن إلى زوال شكهم وشبهتهم، أو ليطمئن قلبي إلى إجابتك إياي فيما أسألك (5) فيه.

(1) في " ع ": إنك.
(2) في " ع ": قد قال.
(3) في " ع ": وإن أجاز.
(4) في " م، ش ": في جوازها عليه.
(5) في " م، ش ": أسأل.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»