تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٧١
معبودة، وأن من عبدها ضال مضل، ولا فرق بين قوله: إنهم فعلوا ذلك إن كانوا ينطقون، وبين قوله: إنهم ما فعلوا ذلك ولا غيره لأنهم لا ينطقون ولا يقدرون.
وأما قوله (عليه السلام): * (فاسألوهم إن كانوا ينطقون) *، فإنما هو أمر بسؤالهم أيضا على شرط، والنطق منهم شرط في الأمرين، فكأنه قال: إن كانوا ينطقون فاسألوهم، فإنه لا يمتنع أن يكونوا فعلوه. وهذا يجري مجرى قول أحدنا لغيره: " من فعل هذا الفعل "؟ فيقول زيد: " إن كان فعل كذا وكذا " ويشير إلى فعل يضيفه السائل إلى زيد، وليس في الحقيقة من فعله. ويكون غرض المسؤول نفي الأمرين [جميعا] عن زيد، وتنبيه السائل (1) على خطئه في إضافة ما أضافه إلى زيد، وقد قرأ بعض القراء وهو محمد بن السميفع (2) اليماني: [بل] فعله كبيرهم بتشديد اللام، والمعنى فلعله، أي فلعل فاعل ذلك كبيرهم. وقد جرت عادة العرب بحذف اللام الأولى من لعل، فيقولون: عل.
قال الشاعر (3):
عل صروف الدهر أو دولاتها * تديلنا اللمة من لماتها فتستريح النفس من زفراتها [من الرجز]

(١) في " ش ": القائل.
(٢) في " ع ": محمد بن علي السهيفع.
وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن السميفع. تجد ترجمته في: غاية النهاية في طبقات القراء: ٢ / ١٦١ رقم ٣١٠٦.
(٣) القائل هو: الفراء. انظر " لسان العرب: ١٢ / 550 - لمم - ".
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»