تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٦٥
قصة إبراهيم (عليه السلام) (1) [تنزيه إبراهيم (عليه السلام) عن الكفر والعصيان:] [مسألة:] فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم (عليه السلام):
* (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون) * (2) أو ليس ظاهر هذا الكلام (3) يقتضي أنه (عليه السلام) كان يعتقد في وقت من الأوقات إلهية الكواكب، وهذا مما قلتم إنه لا يجوز على الأنبياء (عليهم السلام)؟
الجواب: قيل له: في هذه الآية جوابان:
أحدهما: ان إبراهيم (عليه السلام) إنما قال ذلك في زمان مهلة النظر، وعند كمال عقله وحضور ما يوجب عليه النظر بقلبه، وتحريك الدواعي على الفكر والتأمل له، لأن إبراهيم (عليه السلام) لم يخلق عارفا بالله تعالى، وإنما اكتسب المعرفة لما أكمل الله تعالى عقله، وخوفه من ترك النظر بالخواطر والدواعي.

(١) في " ع ": تنزية إبراهيم (عليه السلام).
(٢) سورة الأنعام: ٧٦ - 78.
(3) في " ع ": هذه الآية.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»