تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٦٤
أراد: وكم من إنسان ضعيف العقل والقوى.
فإن قيل: فإن (1) كان الأمر على ما ذكرتم فلم قال الله تعالى: * (فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) * (2)؟ فكيف قال نوح (عليه السلام) من بعد: * (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) * (3)؟
قلنا: ليس يمتنع أن يكون [نوح] (عليه السلام) نهي عن سؤال ما ليس له به علم، وإن لم يقع منه، أو أن يكون هو (عليه السلام) تعوذ [بالله] من ذلك، وإن لم يواقعه. ألا ترى أن نبينا (صلى الله عليه وآله) قد نهي عن الشرك والكفر، وإن لم يقعا منه، في قوله تعالى:
* (لئن أشركت ليحبطن عملك) * (4). وإنما سأل نوح (عليه السلام) نجاة ابنه باشتراط المصلحة لا على سبيل القطع، فلما بين [الله] تعالى أن المصلحة في غير نجاته، لم يكن ذلك خارجا عما تضمنه السؤال. فأما قوله تعالى: * (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) *، فمعناه لئلا تكون منهم (5). ولا شك في أن وعظه تعالى هو الذي يصرفه عن الجهل، وينزهه عن فعله. وهذا كله واضح (6).

(١) في " ع ": لو.
(٢) سورة هود: ٤٦، ٤٧.
(٣) سورة هود: ٤٦، ٤٧.
(٤) سورة الزمر: ٦٥.
(5) في " ش ": فمعناه أن لا تكون فيهم.
(6) في " م، ش ": هو الذي يصرف عن الجهل، وينزه عن فعله، وكل هذا واضح.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»