تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٣٥
أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) [بيان الأسباب في قدوم الحسين (عليه السلام) الكوفة وقتاله:] مسألة: فإن قيل: ما العذر في خروجه (عليه السلام) من مكة بأهله وعياله إلى الكوفة والمستولي عليها أعداؤه، والمتأمر فيها من قبل يزيد [اللعين] منبسط الأمر النهي، وقد رأى (عليه السلام) صنع (1) أهل الكوفة بأبيه وأخيه، وأنهم غدارون خوانون، وكيف خالف ظنه ظن جميع أصحابه في الخروج وابن عباس يشير [عليه] (2) بالعدول عن الخروج ويقطع على العطب فيه، وابن عمر لما ودعه يقول [له]: أستودعك [الله] من قتيل (3)، إلى غير من (4) ذكرناه ممن تكلم في هذا الباب.
ثم لما علم بقتل مسلم بن عقيل رضي الله عنه وقد أنفذه رائدا له، فكيف لم يرجع لما علم الغرور (5) من القوم وتفطن بالحيلة والمكيدة؟ ثم كيف استجاز أن يحارب بنفر قليل [لا مادة لهم] جموعا عظيمة خلفها مواد كثيرة.
ثم لما عرض عليه ابن زياد الأمان وأن يبايع يزيد، كيف لم يستجب حقنا لدمه ودماء من معه من أهله وشيعته ومواليه؟ ولم ألقى بيده إلى التهلكة،

(١) في " م، ش ": صنيع.
(٢) في " م ": إليه.
(٣) انظر: ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) ومقتله من القسم غير المطبوع من طبقات ابن سعد: ٥٦ و ٥٧ و ٦٠، المعرفة والتاريخ: ١ / ٥٤١، تاريخ الطبري: ٥ / ٣٨٣ و ٣٨٤، المعجم الكبير:
٣
/ 128 ح 2859، أمالي الصدوق: 217 ح 1، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي: 1 / 190 - 193، تسلية المجالس: 2 / 164 - 167.
(4) في " ش، ع ": ما.
(5) في " م، ش ": كيف لم يرجع ويعلم بالغرور؟
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»