تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٣٠
البصرة و [أهل] الحجاز، ثم لم تأخذ لنفسك ثقة في العقد (1) ولا حظا من العطية، فلو كنت إذا فعلت ما فعلت أشهدت على معاوية وجوه أهل المشرق والمغرب، وكتبت عليه كتابا بأن الأمر لك بعده، كان الأمر علينا أيسر، ولكنه أعطاك شيئا بينك وبينه لم يف (2) به، ثم لم يلبث أن قال على رؤوس الأشهاد:
إني كنت شرطت شروطا ووعدت عداة إرادة لإطفاء (3) نار الحرب، ومداراة لقطع الفتنة، فأما إذ جمع الله لنا الكلمة والألفة فإن ذلك تحت قدمي. والله ما عنى بذلك غيرك، ولا أراد [بذلك] إلا ما كان بينه وبينك، وقد نقض. فإذا شئت فأعد الحرب جذعة (4) وائذن لي في تقدمك إلى الكوفة، فأخرج عنها عاملة (5) وأظهر خلعه، وننبذ إليه (6) على سواء * (إن الله لا يحب الخائنين) * (7)، وتكلم الباقون بمثل كلام سليمان.
فقال الحسن (عليه السلام): " أنتم شيعتنا وأهل مودتنا، ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا أعمل، ولسلطانها أربض (8) وأنصب، [ما كان معاوية] بأشد (9) مني بأسا، ولا أشد شكيمة، ولا أمضى عزيمة، ولكني أرى غير ما رأيتم، وما أردت بما

(١) في " ع ": العهد.
(٢) في " ش ": نقف.
(٣) في " ش ": أردت إطفاء.
(٤) أي أول ما يبتدأ فيها، وفي " ع ": فأعدت للحرب عدة.
(٥) في " ش، ع ": عاملها.
(٦) في " ع ": ونبذه. والمراد: ننابذهم الحرب على الحق والعدل.
(٧) سورة الأنفال: ٥٨.
(8) في " م ": أركض.
(9) في " م ": بأبأس.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»