تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٣٤
والمحوج له (عليه السلام) إلى (1) قبول تلك الأموال على سبيل الصلة هو المحوج له إلى ستر (2) إخراجها أو إخراج بعضها إلى مستحقها من المسلمين. وقد كان (عليه السلام) يتصدق بكثير من أمواله، ويواسي الفقراء ويصل المحتاجين (3). ولعل في جملة ذلك هذه الحقوق.
فأما إظهاره (عليه السلام) موالاته، فما أظهر (عليه السلام) من ذلك شيئا كما لم يبطنه، وكلامه (عليه السلام) فيه بمشهد معاوية ومغيبه معروف ظاهر.
يشهد بذم معاوية ومعائبه]، ولو فعل ذلك خوفا واستصلاحا وتلافيا للشر العظيم لكان واجبا، فقد فعل أبوه (عليه السلام) مثله مع المتقدمين عليه.
وأعجب من هذا كله دعوى القول بإمامته ومعلوم ضرورة منه (4) (عليه السلام) خلاف ذلك، وأنه كان يعتقد ويصرح بأن معاوية لا يصلح أن يكون بعض ولاة الإمام وأتباعه (5)، فضلا عن الإمامة نفسها، وليس بظن مثل هذه الأمور إلا عامي [أو] حشوي قد قعد به التقليد، وما سبق إلى اعتقاده من تصويب القوم كلهم من التأمل وسماع الأخبار المأثورة في هذا الباب فهو لا يسمع إلا بما يوافقه، وإذا سمع لم يصدق إلا بما أعجبه، والله المستعان (6).

(١) في " ع ": والمحوج إليه إلى.
(٢) في " ش ": سبيل ستر.
(٣) في " ش - خ - ": المحتاجين إليه.
(٤) في " م ": القوم.
(٥) في " م ": الامام وتباعه، وفي " ع ": الامام ولا تباعه.
(٦) من قوله: " ما العذر له (عليه السلام) في خلع نفسه " إلى هنا نقله المجلسي في بحار الأنوار:
٤٤
/ 26 - 32.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»