تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٣٧
أكثر أهلها، ولما وردها (1) عبيد الله بن زياد وقد سمع بخبر مسلم، ودخوله الكوفة، وحصوله في دار هانئ بن عروة المرادي رحمة الله عليه - على ما شرح في السير - وحصل شريك بن الأعور بها جاءه ابن زياد عائدا، وقد كان شريك وافق مسلم بن عقيل على قتل ابن زياد عند حضوره لعيادة شريك، وأمكنه ذلك وتيسر له، فما فعل واعتذر بعد فوت الأمر إلى شريك بأن قال: ذلك فتك، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: [إن] الإيمان قيد الفتك " (2). ولو كان فعل مسلم بن عقيل من قتل ابن زياد ما تمكن منه، ووافقه شريك عليه لبطل الأمر، ودخل الحسين (عليه السلام) الكوفة غير مدافع عنها، وحسر كل أحد قناعه في نصرته، واجتمع له [كل] من كان في قلبه نصرته وظاهره مع أعدائه.
وقد كان مسلم بن عقيل أيضا لما حبس ابن زياد هانيا سار إليه في (3) جماعة من أهل الكوفة، حتى حصره في قصره وأخذ بكظمه، وأغلق ابن زياد الأبواب دونه خوفا وجبنا حتى بث الناس في كل وجه يرغبون الناس ويرهبونهم ويخذلونهم عن [نصرة] ابن عقيل، فتقاعدوا عنه وتفرق أكثرهم، حتى أمسى في شرذمة [قليلة] ثم انصرف وكان من أمره ما كان. وإنما أردنا بذكر هذه الجملة أن أسباب الظفر بالأعداء كانت [ظاهرة] لائحة متوجهة، وان الاتفاق السي عكس الأمر وقلبه حتى تم فيه ما تم.

(١) في " ش ": ورد.
(٢) المصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٢٩٨ ح ٩٦٧٦ و ٩٦٧٧، مسند أحمد بن حنبل: ١ / ١٦٧، مقاتل الطالبيين: ١٠٢، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي: ١ / ٢٠٢، مناقب ابن شهرآشوب:
٤ / ٢٣٩، النهاية لابن الأثير: 3 / 409 - فتك -.
(3) في " ش ": مع، في - خ -.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»