تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٤٠
الخير على وجه لا يلحقه فيه تبعة من الطاغية (1) يزيد، لكان قد مكنه من التوجه نحوه أو استظهر عليه بمن ينفذه (2) معه، لكن الثارات (3) البدرية والأحقاد الوثنية (4) ظهرت في هذه الأحوال. وليس يمتنع ن يكون (عليه السلام) في تلك الأحوال مجوزا أن يفئ إليه قوم ممن بايعه وعاهده ثم قعد (5) عنه، ويحملهم ما يرون (6) من صبره واستسلامه وقلة ناصره على الرجوع إلى الحق دينا أو حمية، فقد فعل ذلك نفر منهم حتى قتلوا بين يديه شهداء. ومثل هذا يطمع فيه ويتوقع في أحوال الشدة.
فأما الجمع بين فعله (عليه السلام) وفعل أخيه الحسن (عليه السلام) فواضح صحيح، لأن أخاه سلم كفا للفتنة وخوفا على نفسه وأهله وشيعته، وإحساسا بالغدر من أصحابه.
وهو (عليه السلام) (7) لما قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه وتوثق (8) له، ورأى من أسباب قوة أنصار الحق وضعف أنصار الباطل ما وجب [معه] عليه الطلب والخروج، فلما انعكس ذلك وظهرت أمارات الغدر فيه وسوء الاتفاق رام الرجوع والمكافة والتسليم كما فعل أخوه (عليه السلام)، فمنع من ذلك وحيل بينه وبينه، فالحالان متفقان. لأن (9) التسليم والمكافة عند ظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه، ولم

(1) في " ش ": الطاغي.
(2) في " م ": يتقدم.
(3) في " م ": التراث، وفي " ع ": التراث البدوية.
(4) (5) في " ش، ع ": وعاهده وقعد.
(6) في " ع ": يكون.
(7) في " ش، ع ": وهذا.
(8) في " ش ": ووثق.
(9) في " م، ع ": إلا ان.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»