الجواب: قلنا: هذا خبر باطل موضوع غير معروف، ولا ثابت عند هل النقل، وإنما ذكره الكرابيسي (1) طاعنا به [على] أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله، ومعارضا بذكره لبعض ما يذكره شيعته من الأخبار في أعدائه، وهيهات أن يشتبه الحق بالباطل، ولو لم يكن في ضعفه إلا رواية الكرابيسي له واعتماده عليه، وهو من العداوة لأهل البيت (عليهم السلام)، والمناصبة لهم، والازراء على فضائلهم ومآثرهم على ما هو مشهور، لكفى، على أن هذا الخبر قد تضمن ما يشهد ببطلانه ويقضي على كذبه من حيث ادعى فيه أن النبي (صلى الله عليه وآله) ذم هذا الفعل وخطب بإنكاره على المنابر.
ومعلوم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لو كان فعل ذلك - على ما حكى - لما كان فاعلا لمحظور في الشريعة، لأن نكاح الأربع (2) على لسان نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) [مباح]، والمباح لا ينكره الرسول (صلى الله عليه وآله) ويصرح بذمه، وبأنه متأذ به، وقد رفعه الله تعالى عن هذه المنزلة وأعلاه عن (3) كل منقصة ومذمة.
ولو كان (عليه السلام) نافرا من الجمع بين بنته وبين غيرها بالطباع التي تنفر من الحسن والقبيح، لما جاز أن ينكره بلسانه، ثم ما جاز أن يبالغ في الإنكار ويعلن به على المنابر وفوق رؤوس الأشهاد، ولو بلغ من إيلامه لقلبه كل مبلغ.