تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٢٩
أبيض (1) المدائن (2).
فمن ذا الذي يرجو السلامة بالمقام بين أظهر هؤلاء فضلا (3) عن النصرة والمعونة؟
وقد أجاب (عليه السلام) حجر بن عدي الكندي لما قال له: سودت وجوه (4) المؤمنين، فقال (عليه السلام) [له]: ما كل أحد يحب ما تحب، ولا رأيه كرأيك، وإنما فعلت ما فعلت إبقاء (5) عليكم (6).
وروى عباس بن هشام، عن أبيه، عن أبي مخنف، عن أبي الكنود عبد الرحمن بن عبيد (7)، قال: لما بايع الحسن (عليه السلام) معاوية أقبلت الشيعة تتلاقى بإظهار الأسف والحسرة على ترك القتال، فخرجوا إليه بعد سنتين من يوم بايع معاوية، فقال له (عليه السلام) سليمان بن صرد الخزاعي: ما ينقضي تعجبنا من بيعتك لمعاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من أهل الكوفة، كلهم يأخذ العطاء وهم على أبواب (8) منازلهم، ومعهم مثلهم من أبنائهم وأتباعهم سوى شيعتك من أهل

(١) في " ش ": بياض، أبيض - خ -، وفي " ع ": بعض.
وقال في مراصد الاطلاع: ١ / ٢٢: والأبيض: قصر الأكاسرة بالمدائن، من عجائب الدنيا، لم يزل قائما إلى أيام المكتفي في حدود سنة تسعين ومائتين، فإنه نقض وبني به التاج بدار الخلافة.
(٢) ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من القسم غير المطبوع من طبقات ابن سعد: ٦٢ ح ٩١، تذكرة الخواص: ١٩٧، الكامل في التاريخ: ٣ / 404.
(3) في " ع ": القوم.
(4) في " ش ": وجه.
(5) في " ش ": أتقى، إبقاء - خ -.
(6) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 35.
(7) في " ع ": عبيدة.
(8) في " ش ": يأخذون العطاء وهم على باب.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»