تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٢٦
أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) [الوجه في مسالمة الحسن (عليه السلام) لمعاوية:] مسألة: فإن قال قائل: ما العذر له (عليه السلام) في خلع نفسه من الإمامة وتسليمها إلى معاوية مع ظهور فجوره، وبعده عن أسباب الإمامة، وتعريه من صفات مستحقها، ثم في بيعته وأخذ عطائه وصلاته، وإظهار (1) موالاته، والقول بإمامته، هذا مع وفور أنصاره (2)، واجتماع أصحابه ومبايعة من (3) كان يبذل عنه دمه وماله، حتى سموه مذل المؤمنين وعاتبوه (4) في وجهه (عليه السلام)؟
الجواب: قلنا: قد ثبت انه (عليه السلام) الإمام المعصوم المؤيد الموفق بالحجج الظاهرة والأدلة القاهرة (5)، فلابد من التسليم لجميع (6) أفعاله، له ظاهر ربما (7) نفرت النفوس عنه، وقد مضى تلخيص هذه الجملة وتقريرها في مواضع من كتابنا هذا.
وبعد، فإن الذي جرى منه (عليه السلام) كان السبب فيه ظاهرا، والحامل عليه بينا جليا، لأن المجتمعين له من الأصحاب وإن كانوا كثيري العدد فقد كانت قلوب

(1) في " ش ": وإظهاره.
(2) في " م ": مع توفر نصاره، وفي " ش ": مع وفور نصاره.
(3) في " م ": ومبايعته ممن، وفي " ع ": ومتابعيه من.
(4) في " م ": وعابوه، وعاتبوه - خ -.
(5) في " م ": الباهرة.
(6) في " م ": في جميع.
(7) في " م ": مما.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»