حتى زوجها الله إياه [في سمائه] " (1)، ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يختار لها من بين الخلائق من يغيرها ويؤذيها ويغمها، فإن ذلك من أدل الدليل على كذب الراوي لهذا الخبر (2).
وبعد، فإن الشئ إنما يحمل على نظائره، ويلحق بأمثاله، وقد علم كل من سمع الأخبار أنه لم يعهد من أمير المؤمنين (عليه السلام) خلاف على الرسول، ولا كان قط بحيث يكره على اختلاف الأحوال وتقلب الأزمان وطول الصحبة، ولا عاتبه (عليه السلام) على شئ من أفعاله، مع أن أحدا من أصحابه لم يخل من عتاب على هفوة، ونكير لأجل زلة، فكيف خرق بهذا الفعل عادته، وفارق سجيته وسنته، لولا تخرص الأعداء [وتعديهم]؟
وبعد، فأين كان أعداؤه (عليه السلام) من بني أمية وشيعتهم عن هذه الفرصة المنتهمزة؟ وكيف لم (3) يجعلوها عنوانا لما يتخرصونه من العيوب والقروف؟
وكيف تمحلوا الكذب، وعدلوا عن الحق، وفي علمنا بأن أحدا من الأعداء متقدما لم يذكر ذلك دليل على أنه باطل موضوع؟