وإنما قصد (صلى الله عليه وآله) إلى الوجه الذي ذكرناه من التنزيه (1)، وإن كان ذلك الكسب حلالا طلقا. وهاتان القبيلتان معروفتان بالدناءة ولؤم الأصل، مطعون عليهما في ديانتهما أيضا، فخصهما بالكسب (2) اللئيم وعوض من له في ذلك المال سهم من الجلة، والوجوه من غير ذلك المال. وكل هذا واضح لمن تدبره.
[في كذب الخبر بأنه (عليه السلام) خطب بنت أبي جهل:] مسألة: فإن قيل: أليس قد روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب بنت أبي جهل بن هشام في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3) حتى بلغ ذلك فاطمة (عليهما السلام) وشكته إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقام على المنبر قائلا: " إن عليا آذاني، يخطب بنت أبي جهل بن هشام ليجمع بينها وبين ابنتي فاطمة، ولن يستقيم الجمع بين بنت ولي الله وبين بنت عدوه، أما علمتم - معشر الناس - أن من آذى فاطمة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى " (4)، فما الوجه في ذلك؟