تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٢٢
وإنما قصد (صلى الله عليه وآله) إلى الوجه الذي ذكرناه من التنزيه (1)، وإن كان ذلك الكسب حلالا طلقا. وهاتان القبيلتان معروفتان بالدناءة ولؤم الأصل، مطعون عليهما في ديانتهما أيضا، فخصهما بالكسب (2) اللئيم وعوض من له في ذلك المال سهم من الجلة، والوجوه من غير ذلك المال. وكل هذا واضح لمن تدبره.
[في كذب الخبر بأنه (عليه السلام) خطب بنت أبي جهل:] مسألة: فإن قيل: أليس قد روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب بنت أبي جهل بن هشام في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3) حتى بلغ ذلك فاطمة (عليهما السلام) وشكته إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقام على المنبر قائلا: " إن عليا آذاني، يخطب بنت أبي جهل بن هشام ليجمع بينها وبين ابنتي فاطمة، ولن يستقيم الجمع بين بنت ولي الله وبين بنت عدوه، أما علمتم - معشر الناس - أن من آذى فاطمة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى " (4)، فما الوجه في ذلك؟

(١) في " م ": التنزه.
(٢) في " م ": كان ذلك المكتسب حلالا... فخصهما بالمكتسب.
(٣) في " ش، ع ": في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله).
(٤) روي هذا الحديث المفتعل بألفاظ مختلفة، انظر:
المصنف لابن أبي شيبة: ١٢ / ١٢٨ ح ١٢٣٢٤، مسند أحمد بن حنبل: ٤ / ٣٢٦ و ٣٢٨، فضائل الصحابة: ٢ / ٧٥٤ ح ١٣٢٣، صحيح مسلم: ٤ / ١٩٠٢ ح ٢٤٤٩، سنن ابن ماجة:
١
/ ٦٤٤ ح ١٩٩٩، الجامع الصحيح للترمذي: ٥ / ٦٩٨ ح ٣٨٦٧ و ٣٨٦٩، المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٥٨، عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي: ١٣ / ٢٤٦، أسد الغابة: ٧ / ٢٢٢، مجمع الزوائد: ٩ / ٢٠٣، كنز العمال: ١٣ / 677 ح 37735 وص 678 ح 37736 و 37737.
والهدف من افتعاله هو النيل من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وسيدة نساء العالمين (عليهما السلام)، وقد أجاد البحث فيه وتفنيده الحجة السيد علي الميلاني، انظر: مجلة تراثنا، العدد 23 ص 7 - 48. 323
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»