فأنا ولي دمي، وإن مت فضربة بضربة، ولا تمثلوا بالرجل، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن المثلة ولو بالكلب العقور (1). فمن ينهى عن التمثيل بقاتله مع الغيظ الذي يجده الإنسان على ظالمه، وميله إلى الاشتفاء (2) والانتقام؟ كيف يمثل بمن لا تره بينه وبينه ولا حسيكة (3) له في قلبه؟ وهذا ما لا يظنه به (4) (عليه السلام) إلا مؤوف العقل (5).
فأما حسبه (عليه السلام) المال المكتسب من مهور البغايا على غني وباهلة، فله إن كان صحيحا وجه واضح، وهو ان ذلك المال دني الأصل، خسيس السبب، ومثله ما يتنزه عنه ذو الأقدار من جلة المؤمنين ووجوه المسلمين. وإن كان حلالا طلقا فليس كل حلال يتساوى الناس في التصرف فيه. فإن من المكاسب والمهن والحرف ما يحل ويطيب ويتنزه ذوو المروءات والأقدار عنها.
وقد فعل النبي (صلى الله عليه وآله) نظير ما فعله أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإنه روي عنه أنه (صلى الله عليه وآله) نهى عن كسب الحجام، فلما روجع فيه أمر المراجع له أن يطعمه رقيقه، ويعلفه ناضحة (6).