تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٠٥
النعل بالنعل.
يا أخا بكر، أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها، ودار الهجرة محرم ما فيها إلا بحق؟ مهلا مهلا رحمكم الله، فإن أنتم أنكرتم ذلك علي، فأيكم يأخذ أمه عائشة بسهمه؟
قالوا: يا أمير المؤمنين، أصبت وأخطأنا، وعلمت وجهلنا، أصاب الله بك الرشاد والسداد (1).
فأما قول النظام: " [إن] هذا أول ما حقدته الشراة عليه " فباطل، لأن الشراة ما شكوا قط فيه (عليه السلام) ولا ارتابوا بشئ من أفعاله قبل التحكيم الذي منه دخلت الشبهة عليهم، وكيف يكون ذلك وهم الناصرون له بصفين، والمجاهدون بين يديه، والسافكون دماءهم تحت رأيته؟ وحرب صفين كانت بعد الجمل بمدة طويلة فكيف يدعى أن الشك منهم في أمره كان ابتداؤه في [حرب] الجمل لولا ضعف البصائر (2)؟
[في أن الزبير لم يلحق بعلي (عليه السلام) وهو لم يقتل قاتله:] مسألة: [فإن قيل:] فما الوجه فيما ذكره النظام من أن ابن جرموز لما أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) برأس الزبير وقد قتله بوادي السباع، قال [له] أمير المؤمنين (عليه السلام): والله ما كان ابن صفية بجبان، ولا لئيم، لكن الحين ومصارع

(١) الاحتجاج: ١ / ٣٩٤ - ٣٩٦، كنز العمال: ١٦ / ١٨٣ ح ٤٤٢١٦، بحار الأنوار:
٣٢
/ 222.
(2) من قوله: " مسألة: فإن قيل: فما الوجه في تحكيمه (عليه السلام) أبا موسى الأشعري... " إلى هنا نقله المؤلف قدس سره في تلخيص الشافي: 2 / 358 - 276.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»