لمن جهل وجه شئ فعله (1) (عليه السلام) أن يعود على نفسه باللوم ويقر عليها بالعجز والنقص، ويعلم أن ذلك موافق للصواب والسداد، وإن جهل وجهه وضل عن علته.
وهذه جملة يغني التمسك بها عن كثير من التفصيل، واستعمال كثير من التأويل.
وأمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقاتل أهل القبلة إلا بعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
وقد صرح (عليه السلام) بذلك في كثير من كلامه الذي قد مضى حكاية بعضه، ولم يسر فيهم إلا بما عهده إليه من السيرة. وليس بمنكر أن يختلف أحكام المحاربين فيكون منهم من يقتل ويغنم (3)، ومنهم من يقتل ولا يغنم، لأن أحكام الكفار في الأصل مختلفة، ومقاتلو أمير المؤمنين (عليه السلام) عندنا كفار لقتالهم له. وإذا كان في الكفار من يقر على كفره وتؤخذ الجزية منه، ومنهم من لا يقر على كفره ولا يقعد عن محاربته، إلى غير ذلك مما اختلفوا فيه من الأحكام جاز أيضا أن يكون فيهم من يغنم ومن لا يغنم، لان الشرع لا ينكر فيه هذا الضرب من الاختلاف.
وقد روي أن مرتدا على عهد أبي بكر يعرف ب " علانة " ارتد، فلم يعرض