تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٧٤
[في بيعة علي (عليه السلام) للمتآمرين:] فأما البيعة، فإن أريد بها الرضا والتسليم، فلم يبايع أمير المؤمنين (عليه السلام) القوم بهذا التفسير على وجه من الوجوه، ومن ادعى ذلك كانت عليه الدلالة، فإنه لا يجدها. وإن أريد (1) بالبيعة الصفقة وإظهار الرضا، فذلك مما وقع منه (عليه السلام)، [لكن] بعد مطل شديد، وتقاعد طويل، علمهما الخاص والعام.
وإنما دعاه إلى الصفقة وإظهار التسليم ما ذكرناه من الأمور التي بعضها يدعو إلى مثل ذلك.
[في حضوره (عليه السلام) مجالسهم:] وأما حضور مجالسهم، فما كان عليه الصلاة والسلام ممن يتعمدها ويقصدها، وإنما [كان] يكثر الجلوس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2) فيقع الاجتماع مع القوم هناك (3)، وذلك ليس بمجلس لهم مخصوص.
وبعد، فلو تعمد [حضور] مجالسهم لينهى عن بعض ما يجري فيها من منكر، فإن القوم قد كانوا يرجعون إليه في كثير من الأمور لجاز، ولكان للحضور وجه صحيح له بالدين علقة قوية.
فأما الدخول في آرائهم، فلم يكن (عليه السلام) ممن يدخل فيها إلا مرشدا لهم، ومنبها على بعض ما شذ عنهم، والدخول بهذا الشرط واجب.

(1) في " ش - خ - ": أراد.
(2) في " ش ": الرسول (صلى الله عليه وآله).
(3) في " ع ": هنا.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»