تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٨٥
منهم على ما هو معروف ومشهور، ولما طالت الحرب، وكثر القتل، وجل الخطب ملوا ذلك وطلبوا مخرجا من مقارعة السيوف، واتفق من رفع أهل الشام المصاحف والتماسهم الرجوع إليها، وإظهارهم الرضا بما فيها ما اتفق، بالحيلة التي نصبها عدو الله عمرو بن العاص، والمكيدة التي كاد بها لما أحس بالبوار، وعلو كلمة أهل الحق، وأن معاوية وجنده مأخوذون قد علتهم السيوف، ودنت منهم الحتوف، فعند ذلك وجد هؤلاء الأغنام طريقا إلى الفرار، وسبيلا إلى وقوف أمر المناجزة. ولعل منهم (1) من دخلت عليه الشبهة لبعده عن الحق وغلط فهمه، وظن أن الذي دعى إليه أهل الشام من التحكيم وكف الحرب على (2) سبيل البحث عن الحق والاستسلام للحجة، لا على وجه المكيدة والخديعة، فطالبوه (عليه السلام) بكف الحرب والرضا بما بذله القوم، فامتنع (عليه السلام) من ذلك امتناع عالم بالمكيدة، ظاهر على الحيلة، وصرح لهم بأن ذلك مكر وخداع، فأبوا ولجوا، فأشفق (عليه السلام) في الامتناع عليهم والخلاف لهم وهم جملة (3) عسكره وجمهور أصحابه من فتنة صماء هي أقرب إليه من حرب عدوه، ولم يأمن أن يتعدى ما بينه وبينهم إلى أن يسلموه إلى عدوه، أو يسفكوا دمه، فأجاب إلى التحكيم على مضض، ورد من كان قد أخذ بخناق معاوية وقارب تناوله وأشرف على التمكن منه، حتى أنهم قالوا للأشتر رحمه الله تعالى - وقد امتنع من أن يكف عن القتال وقد أحس بالظفر وأيقن بالنصر -: أتحب انك ظفرت (4)

(1) في " ش - خ -، ع ": فيهم.
(2) في " ش ": عن.
(3) في " ع ": جم.
(4) في " ش ": تظفر.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»