روى في كتابه المعروف بتاريخ الأشراف (1)، عن علي بن المغيرة الأثرم وعباس بن هشام الكلبي، عن هشام، عن خراش بن إسماعيل العجلي، قال: أغارت بنو أسد على بني حنيفة فسبوا خولة بنت جعفر وقدموا بها المدينة (2) في أول خلافة أبي بكر، فباعوها من علي الصلاة والسلام، وبلغ الخبر قومها فقدموا المدينة على علي (عليه السلام) فعرفوها وأخبروه بموضعها منهم، فأعتقها ومهرها وتزوجها، فولدت له محمدا وكناه أبا القاسم. قال (3): وهذا هو الثبت لا الخبر الأول - يعني بذلك خبرا رواه عن المدائني - [أنه] قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) إلى اليمن، فأصاب خولة في بني زبيد (4) وقد ارتدوا مع عمرو بن معد يكرب، وصارت في سهمه، وذلك على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن ولدت منك غلاما فسمه باسمي وكنه بكنيتي، فولدت له (عليه السلام) بعد موت فاطمة صلوات الله وسلامه عليها فسماه (5) محمدا وكناه أبا القاسم (6).
وهذا الخبر إذا كان صحيحا لم يبق سؤال في باب الحنفية.
فأما إنكاحه (عليه السلام) إياهم، فقد ذكرنا في كتابنا الشافي، الجواب عن هذا الباب مشروحا، وبينا أنه (عليه السلام) ما أجاب عمر إلى (7) إنكاح بنته (عليه السلام) إلا بعد توعد وتهدد، ومراجعة ومنازعة، بعد كلام طويل مأثور، أشفق معه من شؤون (8)