تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٥٧
الأعراض [هي] التي تفرد (1) القديم تعالى بالقدرة عليها. فيمكن قبل النظر أن تكون (2) الجواهر من فعله، وتأليفها من فعل غيره. ألا ترى انا نرجع في العلم من أن تأليف السماء من فعله تعالى إلى السمع، لأنه لا دلالة في العقل على ذلك.
كما (3) نرجع في أن تأليف الانسان من فعله تعالى في الموضع (4) الذي يستدل [به] على أنه عالم من حيث ظهر منه الفعل المحكم، إلى أن يجعل الكلام في أول إنسان خلقه [الله تعالى]، لأنه [لا] يمكن أن يكون مؤلفه سواه إذا كان هو أول الأحياء من المخلوقات. فكأنه (صلى الله عليه وآله) أخبر بهذه الفائدة الجليلة وهو أن جواهر آدم (عليه السلام) وتأليفه من فعل الله تعالى.
ويمكن وجه خامس: وهو أن يكون المعنى أن الله تعالى أنشأه على هذه الصورة التي شوهد عليها على سبيل الابتداء، وأنه لم ينتقل إليها ويتدرج كما جرت العادة في البشر.
وكل هذه الوجوه جائزة في معنى الخبر، والله تعالى ورسوله أعلم بالمراد.
[في قول سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر:] مسألة: فإن قيل: فما معنى الخبر المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " سترون

(1) في " ش، ع ": ينفرد.
(2) في " م ": في العلم بأن.
(3) في " م، ش ": و.
(4) في " ع ": الموضوع.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»