قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) * (1) فكأنه (صلى الله عليه وآله) لما أراد المبالغة في وصفه بالقدرة على تقليب القلوب وتصريفها بغير مشقة ولا كلفة، قال: إنها بين أصابعه، كناية عن هذا المعنى، واختصارا للفظ الطويل فيه (2).
وقد ذكر قوم - في معنى الأصابع على [تسليم] أنها المخلوقات من اللحم والدم استظهارا في الحجة على المخالف - وجها آخر، وهو أنه لا ينكر أن يكون القلب يشتمل عليه جسمان على شكل الإصبعين، يحركه الله تعالى [بهما] ويقلبه بالفعل فيهما. ويكون وجه تسميتهما بالإصبعين من حيث كانا على شكلهما. والوجه في إضافتهما إلى الله تعالى، وإن كانت جميع أفعاله تضاف إليه بمعنى الملك والقدرة، لأنه لا يقدر على الفعل فيهما وتحريكهما منفردين عما جاوزهما غيره تعالى، وقيل: إنهما إصبعان [له] من حيث اختص بالفعل فيهما على هذا الوجه. وهذا التأويل وإن كان دون ما تقدمه فالكلام يحتمله، ولابد من ذكر القوي والضعيف إذا كان في الكلام [له] أدنى احتمال.
[في قول سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله): إن الله خلق آدم على صورته:] مسألة: فإن قيل: فما معنى الخبر المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " إن الله تعالى خلق آدم على صورته " (3)، أو ليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه وان