الله (1) تعالى عن ذلك [علوا كبيرا] صورة؟
الجواب: قلنا: قد قيل في تأويل هذا الخبر أن الهاء في قوله " صورته " (2) - إذا صح هذا الخبر (3) - راجعة إلى آدم (عليه السلام) دون الله تعالى، فكأن المعنى أنه تعالى خلقه على الصورة التي قبض عليها، وأن حاله لم تتغير في الصورة بزيادة ولا نقصان كما تتغير أحوال البشر.
وذكر وجه ثان: وهو أن (4) تكون الهاء راجعة إلى الله تعالى، ويكون المعنى أنه خلقه على الصورة التي اختارها واجتباها (5)، لأن الشئ قد يضاف على هذا الوجه إلى مختاره ومصطفيه.
وذكر أيضا وجه ثالث: وهو أن هذا الكلام خرج على سبب معروف، لأن الزهري روى عن الحسن أنه كان يقول: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) برجل من الأنصار وهو يضرب وجه غلام له ويقول: قبح الله وجهك ووجه من تشبهه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): بئس ما قلت، فإن الله خلق آدم على [صورته - يعني على] صورة المضروب - (6).
ويمكن في [هذا] الخبر وجه رابع: وهو أن يكون المراد ان الله تعالى خلق [آدم وخلق] صورته لينفي بذلك الشك في أن تأليفه من فعل غيره، لأن التأليف من جنس مقدور البشر، والجواهر وما شاكلها من الأجناس المخصوصة من