تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٦٢
تعالى أنه لا يكون (1) مللهم (2).
والوجه الثاني: أن يكون المعنى أنه تعالى لا يغضب عليكم فيطرحكم ويخليكم من فضله وإحسانه حتى تتركوا العمل له، وتعرضوا عن سؤاله، والرغبة في حاجاتكم إلى جوده، فسمى الفعلين مللا وإن لم يكونا على الحقيقة كذلك على مذهب العرب في تسميتها الشئ غيره إذا وافق معناه من بعض الوجوه.
قال عدي بن زيد العبادي:
ثم أضحوا لعب الدهر بهم * وكذاك الدهر يودي بالرجال (3) [من الرمل] وقال عبيد بن الأبرص الأسدي:
سائل بنا حجر بن أم قطام إذ * ظلت به السمر الذوابل تلعب [من الكامل] فنسب اللعب إلى الدهر والقنا تشبيها.
وقال ذو الرمة:
وأبيض موشى القميص نصبته * على خصر مقلاة سفيه جديلها [من الطويل] فسمى اضطراب زمامها سفها، لأن السفه في الأصل هو الطيش وسرعة الاضطراب والحركة، وإنما وصف ناقته بالذكاء والنشاط.

(1) في " ش - خ ": لا يمكن.
(2) في " ع ": تمللهم.
(3) ورد هذا البيت في الأغاني: 2 / 135.
(٢٦٢)
مفاتيح البحث: القميص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»