تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٦٠
عليه، وإن لم يكن مصرحا به.
فإن قيل: يجب على تأويلكم هذا أن يساوي أهل النار أهل الجنة (1) في هذا الحكم الذي هو المعرفة الضرورية بالله تعالى، لأن معارف جميع أهل الآخرة عندكم لا تكون إلا اضطرارا. فإذا ثبت ان الخبر بشارة للمؤمنين دون الكافرين بطل تأويلكم.
قلنا: البشارة في هذا الخبر تخص (2) المؤمنين على الحقيقة، لأن الخبر بزوال اليسير من الأذى لمن نعيمه خالص صاف يعد بشارة. ومثل ذلك لا يعد بشارة لمن (3) هو في غاية المكروه ونهاية الألم والعذاب، وأيضا فإن علم أهل الجنة بالله تعالى ضرورة يزيد في نعيمهم (4) وسرورهم، لأنهم يعلمون بذلك أنه تعالى يقصد بما يفعله بهم (5) من النعيم التعظيم (6) والتبجيل، وأنه يديم ذلك ولا يقطعه.
وأهل النار إذا علموه تعالى ضرورة علموا قصده إلى إهانتهم والاستخفاف بهم وإدامة مكروههم وعذابهم. فاختلف العلمان في باب البشارة وإن اتفقا في أنهما ضروريان.
[في حديث نفي الملل عن الله تعالى:]

(1) في " ش ": يتساوى أهل النار وأهل الجنة.
(2) في " ش ": تخصيص.
(3) في " م، ش ": فيمن.
(4) في " م ": نعمتهم.
(5) في " ع ": لهم.
(6) في " ش ": العظيم.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»